جئت اليك من هناك، نهاية العام. عام النهايات الطقس و الغربان ضيقٌ في نفَسي من كثرة التدخين علةٌ ما. وحشة قلق ألمٌ دفين اطاح بي لأطوف في انحاء البلدةِ المُقفرة واطوف و اقطعَ حول تلك الزاويةِ بالذات حيثُ لاقاني وجهاً لوجه قبل هبوط الليل، صديقي القصّاصُ هو بعينهِ! لكن شيئاً افرغَ عينيه من الضياء، صديقي القديم الفكه هو بذاته! لكن شيئاً قلب قسماته من الداخل؛ الحواجب بيضاء، سوداء هي الاسنان اذا ابتسم لا فرح بدا كأنه يبكي ما وراء الحزن كمَا في صورةٍ غيرِ محمضة بأقل نفخةٍ تنهار. لاقاني وكنّا خارجين من عاصفةٍ بدأت منذ الأمس، تجلدُ الجدران بلافتات المطاعم و الحوانيت وتجعلُ اسلاك التيلي غراف تولولُ حقاً في تلك الساحِة الخالية. صرختُ يايوسف: ماذا حدث لوجهِك يا يسوف! ماذا فعلوا بعينيكَ يايوسف! وحق الله!! قال لا تسألني ارجوك. قال انهُ الدمار. قال جئتُ اليك من هناك، قال لا انا لا لستُ انا لا انت لا لست انت، هم و آلهُ الزقوم. هم وصاحبُ الموت الواقفُ في الباب اللاجئون على الطرقات؛ الأطفال في التوابيت، النساءُ يندبن في الساحات. اهلك بخير يسلمون عليك من المقابر، بغداد سنبلةٌ تشبثَ بها الجراد. جئتُ اليك من هناك. انه الدمار قال لي وسار مبتعداً واختفى في كل مكان.