مليئة تَعاسةً ،حياته غريبة
في الشعر كان نابغاً وفنانا أريبا
سميّ ديكَ الجنّ حسبَ أغْلبِ الآراء
ربما أصْلُ الإسمِ للحيته الحمراء
تلقى في صباهُ .علوما بلا حصرِ
عنِ الجدِّ ثم الأبِ استقى علومَ عصرهْ
كانت اللغة جزءاً من هذا الكيان
تمّكُن في الشعرِ... ظاهر للعيانِ
تغيرّ "الحمصي" في الفاني افنى الشبابِا
مسرفٌ .انكبّ على اللذاتِ انكبابا
عرف بالمجون .في ذلك الزمان
اغلبُ وقتهِ مع النساء والغلمان
سار الحمصيُّ .من غير هديٍ ولا هادي
يُقال انه سلك سبيل الالحادِ
بلا اساس تائه ،وسطَ الخرابِ
لا تحلو الجلسة الا باكواب الشراب
وذات يومٍ كان مع رفيقه بكرٍ
وفيٌّ مخلص... لا يعرفُ معنى المَكرِ
هو الوحيدُ الذي قد اختارَهُ نديماً
رفيقانِ بينهما محبّةٌ عظيمة
سارا بينَ البساتين كما جرتِ العادة
واذ هما جالسانِ سمعا انشادا
صوت يغسل ما في النفوس من أدرانِ
عذب نسائيٌ آت من الدير النصراني
رآها فقال ما اجمل تلكَ العذراء
وقعَ في حب "وردٍ"من أول نظرة
حب عفيف طاهرٌ بالزواج أتمّه
سمعَِ عنه الناس حتى من كانَ اصمّا
لديهِ ابن عمِّ أَخبَثُ من الشيطانِ
افتتن بوردٍ تِلكَ ايَّما افتتانِ
راودها عن نفسها لكنها تأبى
لم تخبرْ زوجها بسببِ الخوفُ والرَّهبة
لم يجدْ منفذاً... ثار حانقاً غضبانَ
سترينَ يامن أشعرتني بالمَهانة
استغل الفرصة ،ديكُ عن الدارِ غابَ
قصدَ بكراً وقال بدموعٍ كذّابة
يا بكرُ قتلوه. حينَ غدا جوّالا
فاذهبْ لوردٍ أخبِرْها وخفّف عنها الحالة
انت صديقُ زوجها ،تقيمُ لكَ وزنا
اتّجه نحوها حالاً وسرّي عنها الحُزنَ
بعدها سارَ نحوَ ديكٍ سيراً حثيثاً
لعنة الله على أفكارهِ الخبيثة
أطرقَ في الأولّ ...رأسَه اطراقا
سادَ الصمتُ ثم قال بعين براقة
يا "حمصي"زوجتك الحقت بنا العار
تدخِلُ بكراً اليها يومياً الدار
خانتِ العهدَ ارتكبتْ في غيابك الاثما
ذاعَ الصيت لطخت السُّمعة والاسم
- [ ] عين "ديك"تدمَع ،ماهذا الذي يسمع
لن تخون وردُ ولو خانَ الكون أجمع
عادَ نحو البيت مضمراً سوءا وشرا
باغت بكراً وورداً على حينِ غرَّة
رآهما معا انهارَ وأصبح شِلوا
الزوجة والصديقُ الأثيرُ في خلوة؟
عليهما انهال بالسيف من دون روية
أحدث صراخ وردٍ في البيت دوياً
آلام شديدة انتابته على الجِدّة
حينَ عرفَ الحق ازدادتِ الآلام حِدة
تملك ديك الجن ندم وحيرة
كل هذا بسبب حسدٍ وغيرة
بشعره الأشعثِ ولحيته الكثة
امام قبريهما يشكوا لهما بثّه
يبكي بصوتٍ فيه الكثير من الغم
وا حسرتي ماذا فعلت بي يا ابن عمِّي